أردوغان يستقبل رئيس فنزويلا: تركيا ماضية في نهج مستقل عن الغرب
سياقات - يونيو 2022
تحميل الإصدار

الحدث

استقبل الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، نظيره الفنزويلي، ” نيكولاس مادورو” بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب لقاء ثنائي، وآخر على مستوى الوفود بين الرئيسين، وقّع البلدان 3 مذكرات تفاهم؛ أحدها بين اتحاد وكالات السياحة التركية وشركة السياحة الحكومية الفنزويلية التابعة لوزارة السياحة، ومذكرة للتعاون بمجال حماية النبات، وأخرى للتعاون بين البنكين المركزيين للبلدين، وقال “أردوغان” في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي: “لدينا أفكار مشتركة متشابهة، ونعارض فرض العقوبات أحادية الجانب ضدها”، موضحا أنه “سوف يتم رد الزيارة في “تموز/يوليو” المقبل، مؤكدا السعي نحو رفع الاستثمارات المشتركة بين البلدين إلى 3 مليارات دولار في فترة وجيزة، وأنه سيظل “مخلصًا” لفنزويلا.

 وقعت تركيا وفنزويلا مذكرات تفاهم؛ أحدها بين اتحاد وكالات السياحة التركية وشركة السياحة الحكومية الفنزويلية التابعة لوزارة السياحة، ومذكرة للتعاون بمجال حماية النبات، وأخرى للتعاون بين البنكين المركزيين للبلدين

التحليل: فنزويلا والطريق للصعود التركي كقوة دولية متوسطة

  • أحسنت تركيا استثمار علاقتها مع فنزويلا برئاسة “مادورو” في ظل أزماته الداخلية والخارجية، خاصة في الجانب الاقتصادي منها، ليرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 150 مليون دولار في 2019، إلى 850 مليون دولار في 2021، وبحسب الرئيس التركي ستصل إلى مليار دولار خلال العام الجاري.
  • وتأتي زيارة “مادورو” لأنقرة، والذي لا تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسته منذ مطلع 2019، بالتزامن مع استضافة “بايدن” قمة الأمريكتين في لوس أنجلوس، والتي استثنت واشنطن منها فنزويلا، وهذه المفارقة تشير إلى رغبة تركيا في انتهاج سياسة خارجية أكثر استقلالا عن واشنطن بصورة خاصة، وعن حلفائها الغربيين بصورة عامة، وذلك سعيا لتأكيد موقعها كقوة دولية متوسطة صاعدة.
  • وعلى الرغم من أن قائمة الدول التي تدعم “مادورو” تشمل الصين وروسيا وإيران، لكنّ هذا لا يعني أن تركيا تخطط للانتقال إلى محور مناهض للغرب؛ حيث تربطها مصالح وعلاقات اقتصادية وأمنية عميقة تخدم الطرفين، من المرجح أن تظل لها الأولوية في السنوات القادمة.
  • لذا، فإن الاستمرار في هذا النهج المستقل يتطلب تنويع التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بحيث تتجنب أنقرة التعرض لضغوط حلفائها، وهو الأمر الذي لم تحقق فيه تركيا خطوات كافية بعد، ومن ثم فإن السياسة الخارجية التركية ستظل خلال السنوات المقبلة تختبر حدود وإمكانات هذا النهج المستقل عن الغرب، دون التخلي عن الشراكة طويلة الأمد معه اقتصاديا وعسكريا.

إقرأ أيضاً:

تركيا و”إسرائيل”: ملامح تفاهمات إقليمية يعززها التعاون في مجال الغاز

من الاقتصاد والثقافة إلى الأمن والتسليح.. نضوج النفوذ التركي في أفريقيا

تركيا من القوة الناعمة إلى الصارمة.. كيف غيّرت من نهج سياستها الخارجية؟

تركيا وطالبان: حسابات جيوسياسية أوسع من مطار كابول

تقرير حالة دولة: تركيا