صفقة F35 على المحك.. شروط أمريكية ومناورة إماراتية
سياقات - ديسمبر 2021
تحميل الإصدار

الحدث

الإمارات تهدد بالانسحاب من صفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار مع أمريكا بسبب خلافات مرتبطة بشروط وضعتها واشنطن أمام إتمام الصفقة التي جرى توقيعها في عهد ترامب وتضمنت طائرات “إف-35” وطائرات مسيرة ومعدات عسكرية أخرى. ارتبطت الصفقة إعلاميا وسياسيا بمسار التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي وجرى إقرارها بعد مضي أبو ظبي في المسار. تضع أمريكا شروطا تُلزم الإمارات بإزالة معدات شركة “هواوي” الصينية من شبكة الجيل الخامس (5G) الخاصة بها قبل أن تستلم الإمارات أولى طائرات “إف-35” في عام 2026. ذلك أن أمريكا ترى في شبكات الجيل الخامس الصينية تهديدا أمنيا ووسيلة محتملة للتجسسس على الأسلحة الأمريكية عالية التقنية. من ناحيتها، تعترض الإمارات على تلك الشروط التي قد ينجم عنها توتر في علاقات أبوظبي القوية مع بكين، فضلا عن الصعوبات التقنية والتكلفة المادية التي ستتحملها الإمارات من أجل تنفيذ الشروط الأمريكية.

قراءة وتحليل

  • يظهر أن الخطوة الإماراتية تستهدف ما هو أبعد من التفاوض حول صفقة الأسلحة، ذلك أن الإمارات تسعى إلى إجراء نقاشات مع إدارة بايدن حول أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وما يجب أن تكون عليه هذه الشراكة في ظل التخوفات الإماراتية من تضاؤل دور أمريكا التقليدي باعتبارها الضامن الرئيسي للأمن الإقليمي في المنطقة،  بما يجعل دول المنطقة والخليج العربي أكثر عرضة للتهديدات والمخاطر. مع ذلك، تتفهم الإمارات مخاوف واشنطن المرتبطة باحتمالية تعرض تقنياتها لتجسس واختراق صيني، ويبدو أن الإمارات تسعى أيضا من خلال التهديد بالانسحاب من الصفقة إلى الحصول على النسخة الأصلية من طائرات “إف-35” دون التعديلات التي تجريها أمريكا على طائراتها ومعداتها العسكرية المصدرة للخارج، في مقابل استجابة الإمارات للشروط الأمريكية.
  • في سياق متصل، تزداد المخاوف الأمريكية من اتساع النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط وتنامي العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين الصين وشركاء أمريكا التقليديين، وتمثل العلاقات الإماراتية الصينية التي تشهد تصاعدا ونموا وبوادرا لتطور في المجالين العسكري والأمني، ظهرت ملامحه بعد الكشف الأمريكي عن بناء الصين منشأة عسكرية سرية في ميناء إماراتي، ما أدى إلى ضغوط أمريكية على الإمارات التي أعلنت وقف العمل بالمنشأة. تدفع هذه التخوفات أمريكا للتوازن بين تعميق علاقاتها مع حلفائها الرئيسيين والحفاظ على أدوارها وحضورها في المنطقة دون السماح لمزيد من الفراغات التي يتسلل عبرها النفوذ الصيني، فواشنطن حريصة على مواجهة العلاقات الصينية المتنامية مع دول الخليج العربية خصوصا فيما يتعلق بالمجالات الأمنية والتكنولوجية.