شمخاني يلتقي طحنون والبحرين تفاوض إيران: الخليج نحو تفاهمات أمنية أوسع
سياقات - مارس 2023
تحميل الإصدار

الحدث

أجرى مستشار الأمن القومي الإيراني “علي شمخاني” زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 16 آذار/مارس، حيث استقبله الرئيس الإماراتي الشيخ “محمد بن زايد”، كما استقبله ورئيس الوزراء الشيخ “محمد بن راشد”، فضلا عن اجتماعه بنظيره الإماراتي الشيخ “طحنون بن زايد” في أبو ظبي، في لقاء قالت مصادر إنه يستهدف الدفع بالتعاون الإقليمي، وقالت وكالة إرنا الإيرانية إن “شمخاني” اصطحب معه حاكم البنك المركزي الإيراني، ومسؤول كبير بوزارة الأمن، ومساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة الخليج.
في السياق نفسه؛ جرت محادثات سرية في الأشهر الماضية بين إيران والبحرين، حيث أكد مصدر إقليمي رفيع، أنه “بعد إعادة فتح السفارتين في طهران والرياض، من المحتمل أيضًا أن يحصل تطبيع بين إيران والبحرين”، كما قالت مصادر أخرى: إن المشاورات بين إيران والبحرين تجري دون وساطة، ومن المرتقب الإعلان عن النتائج في وقت قريب حال التوافق على القضايا الخلافية، فيما علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “ناصر كنعاني” على هذه التقارير قائلا إن: “هناك تحركات دبلوماسية جيدة بشأن البحرين”.

شمخاني يلتقي طحنون والبحرين تفاوض إيران: الخليج نحو تفاهات أمنية أوسع

التحليل: زيارة شمخاني للإمارات أكثر أهمية بعد التطبيع السعودي الإيراني

يشير الاستقبال الإماراتي رفيع المستوى لشمخاني إلى تمسك البلدين بمسار إصلاح العلاقات، والذي بدأ مع مراجعة الإمارات لسياستها الإقليمية وقرارها المضي قدما في سياسة احتواء التوترات، بما في ذلك إصلاح العلاقات مع إيران. كما يشير لقاء المسؤول الإيراني خصوصا مع الرئيس الإماراتي، إلى أن التباينات داخل أبوظبي حول وتيرة التطبيع مع إيران لم تؤثر على اتجاه السياسة الرئيسي، والذي سيتعزز على الأرجح بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

  • من جهة أخرى؛ تمثل محادثات البحرين مع إيران وقرب التوصل لقرار تطبيع العلاقات نتيجة متوقعة لقرار السعودية تجاه العلاقة مع إيران؛ حيث إن البحرين لديها مخاوف واسعة تجاه إيران، تشمل من وجهة نظر المنامة، التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، ودعم أطراف محلية معارضة بعضها مسلح، بالإضافة إلى التهديدات الواسعة التي أظهرتها إيران في عموم منطقة الخليج. لكن إذا كانت الرياض قادرة على التوصل لتفاهمات أمنية مع إيران فإن البحرين أيضا سيكون عليها ذلك.
  • هذه التطورات في علاقات إيران مع دول الخليج يمكنها إعادة آليات التعامل مع التهديدات الأمنية الإقليمية؛ حيث سيظل ضمن تعريف هذه التهديدات من وجهة نظر دول الخليج مسائل مثل البرنامج النووي الإيراني، ودعم إيران لكيانات مسلحة يمكنها تهديد أمن دول الخليج؛ إلا أن هذه التطورات في المقابل ستعمل على إرساء آليات جديدة للتعامل مع “التهديد الإيراني”، والتي بات من المرجح أن ترتكز أكثر على انتهاج الدبلوماسية وتطوير المصالح الاقتصادية المشتركة، بالتوازي مع تعزيز قدرات هذه الدول كل على حدة، وبصورة مشتركة أيضا، على ردع هذه التهديدات؛ وهو ما يجعلنا نرجح أن التطبيع مع إيران لن يكون له تداعيات جوهرية على التعاون  الأمني والعسكري بين هذه الدول و”إسرائيل”.
  • ستكون اليمن على الأرجح هي ساحة اختبار هذا النهج الجديد؛ فلربما تكون هناك تسوية تختمر من شأنها إنهاء الحرب في البلاد، حيث يمثل هذا ضرورة تمكن إيران والإمارات، وإيران والسعودية، من إصلاح العلاقات بشكل أكبر، لأن هذا سيعني أن الحوثيين في اليمن سيشكلون تهديدًا أقل للسعودية والإمارات، اللتان تدعمان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
  • في المقابل؛ سيكون على هذه الدول الثلاث أن تقدم ضمانات واضحة لإيران بأنها لن تسمح باستخدام أراضيها كمنطلق لأي أعمال عسكرية أو أمنية تستهدف إيران، وهو مطلب حيوي لطهران، ليس فقط في ظل تصاعد عمليات الاستهداف الإسرائيلي مؤخرا، ولكن لضمان تحييد دول الخليج عن أي عمليات محتملة تستهدف إيران إذا فشلت المفاوضات النووية مع الغرب.